تنازل قليلا -- تخسر كثيراً

يحكى أن :-
فى سالف العصر والأوان هربت عدة خنازير الى منطقه برية وعلى مدار السنين ازداد عددها وازدادت وحشتيها حتى أصبحت خطراً على كل من يمر بجانبها .
والمأساة أن أمهر الصيادين فشلوا فى اصطيادها وتعاقبت اجيال وراء اجيال والأمر يزداد سوءًولا أمل فى اصطيادها .
إلى أن جاء رجل عجوز يجر عربة مليئه بالأخشاب والحبوب  ليصطادها ...عجبت كل الناس من امر هذا الرجل فكيف لرجل عجوز مثله أن ينجح فيما فشل فيه أمهر الصيادين على مر الاجيال .
فماذا فعل هذا العجوز وهل استطاع فعلا اصطيادهم والقضاء عليهم ؟!.
فلننظر ماذا فعل .
اولا بحث عن المكان الذى تأتى اليه الخنازير لتأكل ثم وضع لها الحبوب فى المنتصف تماما .
شعرت الخنازير بالخوف فى البدايه ولكن تقدم أحدهم وتناول اول حبة عندها اطمأنت باقى الخنازير وأتت لتأكل.
وفى اليوم التالى وضع الرجل العجوز الحبوب وزاد الكميه وعلى طرف المكان حفر حفره ووضع بها اساس لأول لوح خشبى وبعدها غرسه فيها ...  فى البدايه خشيت الخنازير ولكن كان إغراء الغذاء المجانى كان أقوى .. فأتت لتأكل .
وهكذا استمر الرجل العجوز كل يوم يدق لوح خشبيى بجوار ماسبقه وتأتى الخنازير وبعد تردد تدخل لتأكل لأن إغراء الغذاء المجانى كان أقوى.
 وبالتدريج تم بناء السور للمكان ولما يبقى سوى لوح واحد وضعه الرجل العجوز بعدما أتت الخنازير لتأكل وبذلك أغلق عليهم المكان وحاصرهم ونجح فيما أخفق فيه الآخرون .

الخلاصة 
لما الخنازير اتنازلت فى البدايه خسرت كل حاجه فى النهايه
وكما قالت الحكمة( ليس هناك ،غذاء مجانى )-- دفعت الخنازير حياتها ثمنا .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جلال الدين الرومى