التواصل بتراحم 2

مثال على التواصل بتراحم واستخدام المقومات الاربعة

يقول د .مارشال .

كنت أعرض عمليه التواصل فى مسجد بمعسكر الدهيشه للاجئين فى بيت لحم أمام مايقرب من 170 فلسطينيا مسلما .
لم يكن الموقف تجاه الأمريكين ايجابيا وفى اثناء حديثى وقف أحد الحاضرين ونظر إلىَ وجها لوجه ثم صرخ من أعماقه بأعلى صوته .. 
{ قاتل ..سفاح ..قاتل أطفال }
وردد الجميع معه ذلك .
ولقد تذكرت أنه فى طريقى إلى هذا المعسكر رأيت العديد من قنابل الغاز المسيل للدموع ملقاه على الأرض ومكتوب عليها صنع فى الولايات المتحده الأمريكيه.

ولذا بدأت أوجه كلامى له واضعا فى اعتبارى ما رأيت ودار بيننا ما يلى :-

أنا : هل أنت غاضب... لأنك كنت تود من حكومه بلادى أن تستخدم مصادرها بصوره
      مختلفه .
هو : نعم غاضب بالطبع ...هل تظننا فى حاجه إلى قنابل مسيله للدموع .
      نحن بحاجه إلى صرف صحى
      نحن بحاجه إلى مأوى .. بحاجه إلى استعاده وطننا .

أنا : بالتالى أنت شديد الغضب ...وستقدر بعض الدعم والمساعده من أجل تحسين أحوال معيشتكم والحصول على الإستقلال السياسى .
هو : هل تعرف معنى العيش فى معسكر لمده 27 عام ؟.
      هل لديك أدنى فكره عما يعنيه ذلك ؟.
أنا : يبدو أنك تشعر بمنتهى اليأس وأنك تتسائل عما اذا كنت أنا أو أى أحد آخر قادرا
      بالفعل على فهم معنى العيش هنا فى ظل هذه الظروف .. فهل أنا محق فى ذلك.
هو : تريد أن تفهم ؟.
     أخبرنى هل لديك أطفال ؟.
     هل يذهبون إلى المدرسه ؟.
      هل لديهم ملاعب ؟.
     إن ابنى مريض من جراء لعبه فى مياه البالوعات ...ومدرسته خاليه من الكتب
    هل رايت من قبل مدرسه بلا كتب !!!
أنا : أفهم جيدا كم يؤلمك أن تربى أطفالك هنا ... وتريدنى أن أعرف أن ما تريده هو مايريده كل الأباء للأطفالهم .. تعليم جيد .. بيئه صحيه .
هو : نعم هذا صحيح .. الأساسيات .. حقوق الإنسان
      أليس هذا ما تطلقون عليها أيها الأمريكيون.؟
أنا : إذن أنت تريد أن يدرك مزيد من الأمريكيين مدى فداحه معاناتكم هنا
    
وأن ينظروا بعمق أكثر إلى عواقب سياستنا ؟...
واستمر الحديث والحوار بيننا وأنا أنصت إليه وإلى ما وراء عباراته
لم أوافق ولم أخالف ... فقط استمعت
وعندما شعر الرجل بأننى فهمته أصبح قادرا على أن يصغى إلى وأنا أشرح له هدفى من التواجد فى المعسكر.
وبعد ذلك بساعه
كان نفس الرجل الذى وصفنى بالقاتل والسفاح يدعونى إلى بيته على السحور.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جلال الدين الرومى