قواعد إدارة اﻷزمات - ملخص كتاب قواعد التربية ال100ل ريتشارد تمبلر - الجزء التاسع (القواعد من 81 إلى 90) - يتبع
قواعد إدارة اﻷزمات
القاعدة 81 .. ﻻ تستخدم اﻷطفال كسلاح
وهذا ينطبق تحديداً فى مواقف الطلاق ، إﻻ انك قد تقع أحياناً فى هذا الخطأ حين تكون علاقتك بشريك حياتك تمر بنوع من التوتر والضغط ، حينما تشعر بالغضب ستجد نفسك تستخدم كل حيلة ووسيلة متاحة لك كرد فعل لهذا الغضب ومن سوء الحظ ان واحدة من أقوى الوسائل التى يمكن استخدامها هى اللعب على وتر حب شريك حياتك (الحالى أو السابق) ﻷطفاله ربما تقيد من حرية تواجده معهم أو تسمح له برؤيتهم حين يكون الوقت غير مناسب له أو حتى تلقى ببعض الملاحظات الماكرة على مسامع طفلك والتى تهدف إلى اﻹساءة للطرف اﻵخر ، أو أن تخبر أطفالك بأن سعادتك تعتمد عليهم وحدهم ، وقديكون شريك حياتك هو البادئ لكن هل يهم اﻷطفال معرفة من منكما هو البادئ ؟!.. إن كل مايهمهم هو أن يتوقف هذا اﻷمر ، وهم يعلمون أنهم عالقون وسط هذه المعركة بين أبوين يحبانهم ومن العسير للغاية تجنب ممارسة هذه اﻷساليب حين يكون الطرف اﻵخر يستخدمها بالفعل ، لكن ﻻبد أن تقاوم وﻻبد من اﻹحتفاظ بالقواعد اﻷخلاقية دون خرقها
القاعدة 82 .. دعهم يتأقموا مع الموقف بطريقتهم
قد تكون قلقاً بخصوص ظروف المعيشة الجديدة ولكن قد ﻻ يشعر اﻷبناء بما تشعر به ، وقد يحدث العكس تماماً ، ما تراه أنت طبيعى يكون مدمر نفسياً لهم وﻻبد لك من التعامل مع اﻷمر بكل جدية ﻷنه شعور حقيقى ..حين تكون بصدد التعامل مع مشاعر طفلك وخاصة إبان أوقات اﻷزمات ليس مهماً ما تشعر أنت به ، بل إن ما يشعر طفلك به هو المهم حقاً ، ركز على طفلك وانسى نفسك
عند التعامل مع اﻷزمات الكبرى فى الحياة ﻻ تحاول تخمين الطريقة التى سيتأقلم بها أطفالك مع الموقف
القاعدة 83 .. إن كونهم صغاراً ﻻ يعنى تجاوزهم للأزمات بشكل أسرع
الطفل الذى بدا كأنه تأقلم بشكل رائع مع حدوث حالة وفاة فى العائلة قد يعانى من حزن شديد بسببها ﻻحقاً فى حياته ، وجملة قيلت لطفل فى الخامسة من عمره قد تظل تطارده بعدها بسنوات ، أو ربما يأمل الطفل أن يعود والداه لبعضهما مجدداً ويشعر بالجزع فى كل مرة يحدث فيها شئ يبدد هذا اﻷمل
إننا نحن الكبار نعرف كيف نتعامل مع اﻷزمات ونتجاوزها وقد ﻻ نتخلص من أحاسيس اﻷلم أو الحزن تماماً لكننا نتعلم أن نتعايش معها ، ولكن هذا يكون أشق على اﻷطفال فى فترة نموهم ، وقد يحتاجون إلى وقت أطول لمعرفة حقيقة مشاعرهم ومعرفة ما سيفعلونه حيالها
دع أطفالك يعلموا أنك تتفهم أن مشاعرهم ومشكلاتهم تختلف عن تلك الخاصة بك ، وانك تأخذ هذا فى اعتبارك بحرية تماماً ، قد ﻻ تستطيع إعادة استقرارهم المالى بحرية تماماً ، قد ﻻ تستطيع إعادة استقرارهم المالى أو والديهم لبعض أو أخوهم أو أختهم أو أياً كان ما فقدوه ، لكن يمكنك اخبارهم بأنك تتفهم مشاعرهم وأنك تتوقع منهم أن ياخذوا الوقت الذى يحتاجون إليه للتعافى من آثار تلك الصدمة
القاعدة 84 .. قد يستمر أثر الصدمة إلى اﻷبد
بالطبع سوف يتغلب طفلك على اﻷزمة أو على اﻷقل يتأقلم معها فمع الوقت سوف يتقبل ، لكن هذا ﻻ يعنى انتهاء اﻷمر تماماً ، فبعض اﻷزمات تنتهى دون ترك أى أثر ، إﻻ أن لبعضها أثاراً هائلة
انك كوالد ستكون قادراً دون شك على إدراك التغيرات طويلة اﻷمد التى سوف تطرأ على طفلك ، لكن قد ﻻ يدرك اﻵخرون هذا ، وقد يصعب تقبل هذا اﻷمر
أحياناً سيكون عليك أن تدعم طفلك وتجعله يعرف أنك مدرك لمعاناته ، إن الأزمات الكبرى ستترك أثرها على طفلك مدى الحياة ، لكن احرص على أن تكون بعض تلك التغيرات ايجابية حتى إن جاءت نتيجة لموقف سئ ، فقد يصير طفلك أكثر استقلالية أو تعاطفاً أو أكثر صلابة ، وقد يصب هذا فمن مصلحة الجميع
القاعدة 85 .. اخبرهم بما يحدث
قد ﻻ يتفهم اﻷطفال الصغار أو يعرفون حتى ما المقصود بالطلاق أو اﻹفلاس أو الوفاة ومع ذلك فإن لهم مهارة خاصة فى اﻹحساس بالجو السائد ويعلمون أن شيئاًما قد حدث حتى وإن لم يكونوا على علم بماهيته ، لذا ﻻبد أن تخبرهم بما يجرى فإذا لم تفعل فسوف يحاولون تفسير اﻷمر بطريقتهم ، وعادة ما سيكون تفسيرهم أسوأ من الوضع الحقيقى إن عدم اخبار اﻷطفال باﻷشياء السيئة التى تحدث لن يزيد اﻷمور إﻻ سوءاً فلن تستطيع اخفاء شئ عنهم لذا ﻻ تحاول ذلك ، بالطبع لن يكون عليك أن تمدهم بكل التفاصيل إذا لم يكن هذا مناسباً، لكن على اﻷقل قم بتوضيح الصورة الكلية لهم وإعطاؤهم صورة صادقة مختصرة بما يحدث من أمور
القاعدة 86 .. علمهم كيف يتجاوزون الفشل بنجاح
ﻻ أحديحب الفشل ، إﻻ أن الفشل فى عيون اﻷطفال قد يبدو أسوأ بمراحل من الفشل فى عيون الكبار ، من المحتم أن يتعرض طفلك للفشل فى شئ ما إن عاجلاً أو أجلاً
قد ﻻترى أنت فى هذا الفشل نهاية العالم لكن سبب وضع هذه القاعدة وسط قواعد اﻷزمات هو أن طفلك قد يرى فى هذا الموقف أزمة وكارثة حقيقية
إذا قلت لطفلك إن اﻷمر لم يكن مهماً حقاً، وانه ليسبهذه القي وانه يستطيع المحاولة مجدداً ، فأنتتخبره ضمنياًبأن مشاعره غير صحيحة وأنه ﻻيجدر به من اﻷساس أن يكون متضايقاً ، إن التقليل من مشاعره سوف يجعله يشعر بالوحدة واﻷلم ن ما عليك سوى أن تعطى الفرصة لطفلك للتعبير عن مشاعره بحرية وأن تخبره بأنك تتفهم مقدار اﻷلم الذى يشعر به
كن متعاطفاً معه ومتفهماً لمشاعره واسمع له ، وبعد السماح له باﻹستغراق فى مشاعره البائسة لفترة معينة سيكون مستعداً بعدها لتجاوزها عندها وضح له البدائل ولكن فقط حين يصير مستعداً لسماعها
القاعدة 87 .. من اﻷفضل اﻹتفاق معاً ، ﻻ أن تفرض كلمتك
يعد الطلاق واحداً من أكبر اﻷزمات التى يواجهها اﻷطفال ان الحالمين يقدمان عليه ﻷنه أفضل للجميع من بقائهما معاً أم من وجهة نظر اﻷطفال فهم ﻻيرون مطلقاً أى فائدة من انفصال والديهم عن بعضهما ، وقد يبدو وكأنه أسوأ الخيارات على اﻹطلاق ، لذا فإن أهم شئ يمكن فعل هو أن تحاول أن تتفق مع شريك حياتك قدر اﻹمكان حتى إن وجدت هذا اﻹتفاق ينتص من حقوقك بدر ما
قد يكون تطبيق هذه القاعدة صعباً خاصة حين تشعر (وأنا أعلم انك محق فى هذا) بأنك واقع تحت ظلم كبير من شريك حياتك السابق ولكن مصلحة اﻷطفال أهم من كل اﻹعتبارات
القاعدة 88 .. اﻷفعال أعمق أثراً من الكلمات
إن اﻷطفال فى الواقع يهتمون بكلماتك اهتماماً أقل من ذلك الذى يبدونه تجاه أفعالك وتصرفاتك ، يمكن للأطفال ملاحظة أدنى أثر للتناقض بين القول والفعل وﻻ يمكن أن يتقبلوا هذا وعلى الفور سيحكمون عليك بناء على أفعالك ﻻ على كلماتك ، سوف يشاهد أطفالك كيفية تأقلمك مع المواقف العسيرة وسيكون هذا هو النموذج الذى يحتذون به
القاعدة 89 .. احرص على أن يعلموا أنهم أهم أولوياتك
أنت تعلم أن ابناءك هم أهم شئ فى حياتك ، ﻻشك فى هذا لكن هل يعلمون هم ذلك ؟ فى معظم اﻷحيان ليس هذا صعب ولكن عند اﻷزمات ستخضع قدرتك الطبيعية على اﻹهتمام والصبر ﻹختبار عسير
فحين تكون اﻷمور صعبة ستحب أن أطفالك يحصلون منك على ما هو أقل من المتوقع ، بل ربما يصيبهم منك قدر أكبر من العصبية والصياح ﻷن أعصابك على قدر أقل من اهتمامك ووقتك
بعض اﻷزمات عمرها قصير والبعض اﻵخر قد يمتد ﻷسابيع وشهور بل وحتى سنوات ، ستكون على اﻷرجح قادراً على العناية بنفسك وقتها ، لكن اعطاء اﻷولوية واﻹهتمام ﻷولادك قد يكون أفضل شئ تفعله حيث سيمكنك من التركيز خارج اطار نفسك والتوقف عن النواح ويعطيك سبباً لتكافح اﻷزمة من أجله
القاعدة 90 .. إنك ﻻ تستطيع اصلاح كل شئ
ها قد وصلنا إلى أصعب القواعد فما نريده نحن كأباء هو أن نجعل اﻷمور طيبة ﻷطفالنا لكن أحياناًما يضطر أبناؤنا لمواجهة مواقف صعبة بحق دون أن نكون قادرين على حلها لهم ، ومجرد شعورنا بأننا عاجزون عن المساعدة هو أمر سئ للغاية فمن أسوأ اﻷشياء فى الحياة أن ترى ابنك يعانى دون أن تكون قادراً على انهاء معاناته لكن هذا قد يحدث (فحين يموت أحدهم ﻻ يمكنك إعادته مثلاً)
من المهم ﻷطفالك أن يتعلموا الدرس التالى
اﻷزمات تقع وأحياناً ﻻ يمكن ﻷى شخص عمل شئ لحلها ، ﻻ يوجد بيديك ما تفعله ، كن رحيماً بنفسك
كل ما عليك هو مواساتهم ولكن لن تكون قادراً على أن تمنع عنهم اﻷلم ، فقط هون على نفسك ، وتذكر أن طفلك ﻻ يتوقع منك أن تقوم بمعجزات وهو يعلم أنه ﻻ يوجد بيدك ما تفعله كل ما يمكنك فعله له اﻵن هو أن تمنحه حبك وحنانك وهذا ما عليك فعله ﻻ أكثر وهذا على اﻷرجح سوف يخفف عنكما ولو قدراً قليلاً
***** يتبع *****
تعليقات
إرسال تعليق